مـقـعـدٌ شـاغـرٌ..
لا شَيءَ غيـر الغيَـابْ..
وهذا المجال الضّبــابْ
لا أنـتِ..
لا قهـوةٌ ..
لا كتــابْ..
يَــــا منْ رحلـتِ
يَــــا منْ تركْتِ أثرا على ساعدي
بترْتُ يدي كي لا أدقَّ بعدكِ ..
على أيّ بــابْ
وكيْ أُستريح من وصايــا العِـتَـابْ..
الآن ...
لا عِـقْـدكِ ..
لا لوحتي ..
غير هذا تناثر ذكرى
بعد التشَضّى والإرتيــابْ
----------
الحلّاج الكافي ..
إذا غِـبْنْا راوْ ثـمّة سـبـَبْ
الغايب ديما عُـذرُو معَـاهْ
شِغلتـنا مشاغل و عطبْ
الوقت الخايب ياما أقْساهْ
كبّسْ ع الشّاعر و صُعُبْ
حتّى القُـولْ السّمح نسـاهْ
و غيــابي ما فيه عَجـبْ
البـرّْ الخالي نَـا مُـــــولاه
زيّـنْ و إلبسْ كيـما تحـبّْ
و حـرقوسك، لا ما تنْساهْ
جايك في عـطشة واسْغبْ
والماجل شايح من مََـــــاه
حلّي عينك جيتْ نُـشربْ
وأرمي دلـوك في معنــاه
----------
المهدي/ الحلّاج الكافي
بيــاض
****
أنا أبيض كثلج ينايرْ
كحِـرْجِ السّتائرْ
كَفستان عُرسك ْ
كقُطنِ على كفِّ مُحَـنَّى
كنرجس جــنّـه ..
كستر وسادهْ...
كمَـزّة ثـدي بـعد الولادة
كسحابة صيف
كهذا الشال على كتفيكْ
كملح الطّعام
كسكّّر قهوة
كلذّة قبلة ...
كالياسمينْ ...
كمشدّ الضفائر
كثلج يناير ...
*********
الحــــلاّج الكافي
ما عاد انت خالي ..
مَا تجِيشْ إنتَ خَالِي.. وما تجِيشْ إنتَ مَسْندِي والوَالي...
ولا عَاد أنتَ خْليلي/ وْلا عاد أنتَ شاهدي ودلِيلِي
تركتْ المَـضَى وخَرَجْتْ من تـعْـديلي
وبعْـتْ السَّدَاَيــَا وكمّلْتْ رَهْــنْ خْــلَالِــي
لاعــادْ ليـكْ رجُـوعي ..
و لا عــادْ فـوقْ الخـــدّ
تشـوفْ دمُـوعي ..
طبعْ اللي كـشفْــتـوُ
مـا يُـواتي طُـبُـوعي
و الغدر ماهــوّ صيفتي و أعْـمالي
لا عاد انتَ خَـالي *
و ما عاد شَـكْـوْ اللّـيل .
يزيد هَـبَــالي ..
**********************
ما عَــــادْ أنتَ سِـيـدي ..
و لا عاد قلْـبي يظـنّ أنتَ وَديـدي
حبْـل الرّباطْ تِـقْطعْ.. مَا هُوْ بِـيدِي
خَـرسْ اللّسانْ اللي سَـمّى ريـــدِي
و لا عاد أنت خليلي
و لا عاد أنتَ شاهدي و دليلي
تركتْ المَـضَى و خَرَجْتْ من تـعْـديلي
و بعْـتْ السَّدَاَيــَا و كمّلتْ رَهْــنْ خَــلالــي
ما تْجــيشْ أنتَ خَـالي
و ما تْـجيشْ أنْـت مَسْـنَـدي و الـوَالي ..
ما تجيـشْ إنتَ عشيـري
وما تجيش إنتَ النور في تفكيري
بَـرّه السّمــاع معاكْ هانُـو غيري
----------------------------------------------------
* خالي : يعني خليلي ..
الحلاّج الكــــافي / المهدي
