زُرْقَةُ بحْرٍٍ ... و موعد .
---------------------
أنت لم تذهبي للبحر ... أنا الذي حملتُ البحر إليكِ ، أنا الذي علّمته الهدوء في حضرتك ، أنا الذي منحته زرقة تناسب حجم الفرح في كفّيك و قلت له إنّك لا تملكين شراعا لسفنك التّائهة أنا من كسَرَ موجه ذات مساء عندما اراد التمسّح تحت قدميك ، كنت أعلم أنّه ينافسني عليك و أنه بعد أن طوّعته و علمته تقبيل أثار قدميك كي يردم ما بقي من الرّمل الذي قد يشهد عليك أو على خلوتنا ، هذا البحر أصبح يخاتلني ليأخذ حصّته منك، كنت أعلم غدر البحر و تشتهيه كي تلهبي نار الغيرة فيّ ، أنا من ولاّك امرة بحار الشّمال و اعطاك بوصلة حتى لا يغريك النّسيان أو تأخذك غواية السّفر البعيد ... طالما حذّرتك من السّفر البعيد بدوني فأنت لا تعرفين طرق السفر المحفورة بالرّغبة و الافتتان و طالما نبّهتك من رحيل في الليل فهو ادمان و خروج عن نصّ العقل و اوصال الروح طالما نبّهتك و لم ترتدعي .... أكان لزاما عليك أن ترتكبي هذا الإثم و ان تتلفي كل وصايايا و أن تستخفّي بصبري عليك ؟ أكنت أنت الوحيدة إمرأة الشرق الذي ينفذ منه النور ؟ من قال لك أنّني سافتقد مرآتي و سراج النور و أنني سأضيع كتابي و كل حروفي ؟ من قال أن البحر سيفقد زرقته مع طلوع نجم الصبح و غيابي ؟ من قال انك وحدك نافورة وَلَـهٍ لا تنضب و سيل جارف للعشق لا يهدأ ... ؟ سأتترك إذا ، ليس للبحر فقط فالبحر بدون لا يضاهي ذاك البحر الذي عرفناه معا و البحر بدوني يفقد مرجانه و يجف زبده ، سأتركك للفح النّسيان البارد ، لهذا الثلج ، للريح العاتية تقتلع جذور الذكريات و شجر كان يظلّلنا يوم كان مرجان البحر و النّورس حليفاك ... سأتركك لأعود كفارس مات فرسه عطشا في قلب الصحراء او كنمر فقد مخالبه و اعياه السفر و السّغب .. سأركك كالمتعب جدّا و الخائب جدّا ..
الآن خذي أشيائك كاملة و اتركي لي لجّ الليل و مصباحي و ريشتي و دواة الحبر و هذا الدفتر لأخطّ حلمي الآتي حلمي الذي انتظر ...
-------------------
الحلاّج ....
(من نصوص : زرقة بحر ... و موعد )
ايلول / سبتمبر 2014.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق