الأحد، 4 مايو 2025

ثلج الكاف الدافئ..

ثلج الكاف الدافئ 


                                                                                         بماذا يفيد هذا النّدم ؟ أو قل ماذا سيعوّض لي فقد كنت وحدك يومها  في مكتبك و كنت أتيت وحيدة، تعلّلت كذبا أنّ  شيئا مّا بيننا، كنت تمسك مسطرة معدنيّة فضّية اللون أظنها من الأليمينيوم، تزيد عن المتر ، لا زلت أتذكّر هذا جيدا ، كنت تضعها تارة على طاولة الرّسم و تارة أخرى على طاولة أخرى صغيرة بجانبك ، جلست أمامك و نظرت في وجهك ، تعمّدت هذا مرارا و تكرار ، تجاهلتني، أحسست أنّك رجل لا يفهم لغة النّساء، لو كان الأمر بيدي لضربتك بالمسطرة المعدنيّة ـ أحسست أنّها تصلح للّضرب فقط  كنت أودّ لو أضربك على رأسك فأشجّه و أرى دمك يسيل على جبينك ، نعم أضربك على هذا الرّأس العنيد ... لكنّني فضلت مواصلة مشواري فأنا في نهاية الأمر ضيفتك و يمكنك أن تكون وقحا و تطردني من مكتبك ، هل كنت ستطردني لو فعلتها ؟ لا أظنّ ، أردت أن أجرحك كما جرحتني ، هل امرأة يتجاهلها رجل  يمكن أن تكون ودودة و طيّبة ؟ لا أعتقد هذا إطلاقا. 

يومها كان الطّقس حارّا و الشّمس ساطعة، أكلت أشعّتها جسدي ، و مال لوني الى سمرة قمحيّة ،، انتبهت الى هذا عندما وقفت أمام المرآة في أقصى الرّواق الذي يقع فيه مكتبك . شككت في قدرتي على لفت نظرك و دفعك الى أن تحسّ أن هناك امرأة تحوم حولك لم يخنها جمالها رغم أن القدر و الزّمن خاناها، لذلك، لمّا جلست قبالتك تعمّدت تعرية كتفي لأحكّه، كتفي لم تلسعه أشعّة الشّمس ، أردت أن أقتحمك و أفتح أسوارك ببياض جسدي و صفاء بشرتي ، آآآآه .. أيّها النّاكر لن يفيدك النّدم هذه الليلة ، سأعتقلك للّيلة الثالثة و سأتركك يتيما في الفراش، لا تقل أن برد الثلج و سكرك دفعاك للقدوم اليّ رغم أنفك ، أنت جئت تطلبني خليلة ، لن يحدث هذا أبدا. سأشفي غليلي أوّلا ، غليل امرأة عاقر ، أنت لا تعرف غليل امرأة عاقر... نسيت؟ لم تنظر في وجهب إطلاقا و تحاشيتني، كنت جبانا و خفْتَ ، أنا أعرف هذا ، نظرة واحدة من عينيّ كانت ستكفي لانهاء عنادك لذلك جبنتَ، هههه .. عجبي من رجل لا يجد شجاعته و لسانه إلاّ عندما يكون مخمورا، هذا الرجل ذاته يقول أنه يعارض نظام الدّولة أو بورقيبة أو لا أدري ماذا؟ الذين يخافون عيون النّساء و جمالهنّ لا يقدرون على اسقاط ذبابة فما بالك بنظام كامل ؟ أقسم أنهم غير قادرين على شيئ ممّا تعتزمون عليه. لا تسخر منّي ، صحيح أنا لست متعلمة و لا بنت مدارس و لم أتعلّم في الدنيا إلاّ شؤون المنزل و كيفية ارضاء رجل مغرور مثلك ، هذا ما علمتني أمّي ، و تعلّمت أيضا أشياء لا تجيدها أنت و أمثالك و حتى صديقاتك و رفيقاتك في هذا الحزب الملعون، لقد تعلّمت كيف أربّي طفلا ، للأسف لم يصلح هذا التعليم لأنّني عاقر ، 

ماذا يفيد النّدم ؟ ...

أنا امرأة عاقر تجيد تربية الأطفال و شبيهة بياض الثّلج الكافي بل أنا أحسن منه ، أنا بي بياض دافئ و هو به بياض بارد ، نعم وددت لو ضربتك بالمسطرة المعدنية بعد أن عريّت كتفي الأبيض الناصع و تعمّدت أيضا نزع حذائي الصيفي لأتحسّس خدشا أحدثه بكعبي ، رفعت قدمي كي أتفقدها و أرى عمق الخدش، بانت قدمي كقطعة جبن و ظهرت أصابع رجلي و لون أظافري الملمّعة بملوّن أسود كغلال البحر أو كبرغوث البحر ، قلت لك : الحذاء خدش كعبي و أحدث ألما لا يحتمل فتجاهلتني انشغلت بمكالمة هاتفيّة و حديث تافه لا يستحقّ هذا الاهتمام ، لملمت بقيّة كبريائي و لعنت اليوم الذي رأبتك فيه و لعنت حتى نفسي ، لماذا أتيت إليك و كيف ساقتني قدماي و رضيت لنفسي هذا ؟ أخذت حقيبتي اليدويّة لأرى الوقت بحثت عن ساعتي التي وضعتها قبل خروجي في الحقيقبة قصد حملها للسّاعاتي ليصلح حزامها الجلدي كي أعيدها لمعصمي ، أكره أن لا يحمل معصمي ساعة يدوية و أخيّر في عادتي السّاعة على السّوار .. يهمّني أن أتحسّس الوقت الذي الذي يفرّ منّي و يسيل بين أصابعي ليضيف عمرا على عمري. كنت لجوجة و لم أرتدع من يوم أن رأيتك في حفل ختان الطّفل هيثم بن عليّ زميلك في الشغل ، لعنت تلك اللّيلة التي رأيتك فيها، كنتَ ثملا و في حالة سكرا مطبق، أخذك صديقك و نديمك من يدك و دعاك للرّقص على أنغام أغنية كافيّة " دَلْوِحْ يا الغرام " رأيت ؟ لم انس أيّ شئ ، كنت أظنّ أنك سترقض و ستستجيب للدّعوة فرفضت رغم أنّك على تلك الحالة من السّكر.  لماذا رفضت أن ترقص ليلتها ، أكنت حقّا لا تجيد الرّقص؟ توسّل اليك صديقك كي تشاركه رقصته و زغردت "أم الزّين" لتحرجك و تدفعك للرقص فرفضت ، قلت أنّ لا تجيد الرقص و لا يحسن برجل لا يجيد الرّقص أن يرقص في حفل جلّ حضوره نساء. ظللت أراقبك لعلّك تلين و تفعلها حتّى مجاملة لأهل المختون لكنّك رفضت ، كان عليّ أن أفهم منذ تلك اللّيلة أنّك عنيد حتّى و أنت سكران. كنت أطلّ من النافذة ، هل نسيت ؟ كنت أطل خفية حتى لا يلاحذ الحضور اهتمامي بك رغم أنّك لم تكن أنيقا ليلتها . كنت جريئة و مددت يدي، يدي هذه اليمنى و همزتك برفق على جانبك الأيسر الأقرب منّي، التفتّ اليّ ، كانت عيناك محمرّة من وقع السّكْر، حملقت طويلا فيك ، أول مرّة اراك فيها على هذا القرب و هذه المسافة ، فرحت كثيرا و نسيت عيون النساء التي تتعقبني ، أوّل مرة أحسّ أنّني امرأة جريئة حدّ الوقاحة ، ابتسمتَ في وجهي و غمزتني بعين متعبة حمراء ، فهمت أنك انتبهت اليّ و قبلت اشارتي اليك ...


الحلاّج ...

فقرة من سلسلة " ثلج الكاف الدّافئ"

الجمعة، 2 مايو 2025

اذا زارني الموت ...

 اذا زارنِــي المُـوت وطـــال غيـــابي

وراح الكلام  وضــــاع منّي جَــوابي

يا هَـــــل تَـــرى تتـــذكــــري طــــلّاتي 

فليل الصّرد ما قروش فيه حسابي

نهار اللِّـي قُـلتي يا حبيبـي تعـــــالى 

ذيوب القطف ما تكيدهاشْ طـوابي

نهـار اللًي ضاع الصًبر منًي ومنًـكَ

وموتي وموتكْ في سَطور كتابي