الثلاثاء، 21 ديسمبر 2021

جــرعة أخرى من النسيان...



 فقط جرعة أخرى من النّسيان او مت يزيد بقليل من الصّبر وابرأ من جراحي القديمة وتأخذ هذه القصّة شكلها الثّاني ، شكل القصص الاولى . بعد نقاهتي امسي سمحا و نبيا ومعتزلا ويصبح الكأس مريدي و تابعي ثمّ اخلط هذه الجرعة بمداد حبري و ارسم للنّاس قصصا قديمة في الحبّ، قصّة لا يعرفها إلا ظلّ الصّنوبر و خضرة الكالاتوس ومحطات القطار . فقط جرعة أخرى يا الله و انبت شاطئا على بحرها وانسي زرقة البحر وأسجن سيّدة كنت اسميها عروسه ، وابرق لقرصان البحار لأخبره أن اليمّ له وأن الغابة لي وأنّ هذا البحر لا يعنيني وأنّ نصيبي منه صار قحطا وفقد ماءه و ذابت صخوره . جرعتان من الصّبر وجرعة من النّسيان وأحوّل ضمائدي الى شراع واشقّ بحرها بلا وجل او تردّد ، وأمسح انتصارات كانت تعتقد أنها نالتها وأنهي مسافات كانت تظنها على ملكها وأسند وجعي على وسادتي التي شاركتني سهري في ليالي طويلة و ينتهي كل شيء الى اللّاشيء ولا يبقى في أذنيّ إلاّ صراخ البواخر على المرفإ وأزيز محركات القطار وصوت منادية المحطة بصوتها الرّخم المنمّق الجميل " الرّجاء الالتحاق بمقاعدكم القطار السّريع على السكّة الخامسة و الانطلاق على السّاعة ، أي ساعة الرحيل التي اخترتها حتى وان لم تكن الجرعات فاعلة ولم يكفّ الجرح عن النزيف ... فالقطار على السكّة الخامسة والتذكرة بجيبي الايسر والمنادية تشهر بالمنبّه إعلان السّفر .

الحلاّج ... حيّا .
ديسمبر /كانون الاول 2013.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق