ماذا دهاني لأنقر على كتفك تلك الليلة ؟ أنا التّي بدأت و أنا التي
أساءت التّقدير، قد تكون ثقة عمياء في النّـفس ، في شعري المتهدّل ليلتها على
كتفيّ كأنّه اللّيل ، في بياضي، كأيّ امرأة عاقر لا تصلح للإنجاب
و لا تصلح
للحبّ ، الانجاب؟ أعرف أنّك لا تعرف وجع امرأة عاقر ، هات يدك ، قلت هاااات يدك ،
لا تخفْ لن أعضّها لم أعضض يد محبّ صادق امتدت لي أبدا، كنت اتمنّى لو فعلتها يوم
زرتك في مكتبك، ضعْ يدك على بطني ، ضعْ
يدك لا تخفْ قبل أن تنتبه " أمّ الزّين" ، مالك مرتبك ؟ و الله لن أبات
ليلتي معك حتّى لو انطبقت السّماء ، أقسمت على هذا منذ زمن، بعد أيّام من زيارتي
لك ، لن أشارك رجلا فراشا يراني فيه عاقرا، ضعْ يدك على بطني ، رأيتْ ..؟ أأحست
بعقمي ؟ أيعقل أن يكون بطني قـفرا و خرابا و أن يصير رحمي جدبا و ارض بور ؟ المسْ
صرّتي ..هههه . عمّتي قالت في يوما مّا و أنا بنت الثمانية عشرة ربيعا و قد كنت
اشاركها الاستحمام في حمّام " بن عنين " قالت أنّني سأكون ولود ، يال الحظّ التّعس...
سألتها: كيف عرفتي هذا يا عمّتي ؟ قالت انّ دائرة صرّتك كبيرة و منغرسة في جوفك و
هذا دليل على أنّ بنت أخي ستكون ولاّدة و أمّا للبنين و البنات ... فرحتُ يومها و
قبّلت عمّتي و أقسمت على أحمل سطل الماء وحدي و فركت جسدها بمحكّة نباتيّة
جديدة حتى احمرّت كحبّة الطماطم ثمّ مشطت
شعرها الطويل برفق حتى لا اتسبّب لها في ألم ثمّ جففت جسدها و ناولتها قنينة الكحل
و سلكا من السّواك فتزيّنت كأنّها عروسة و ظهرت قسمات جمالها الأخّاذ رغم أنّها في
الخمسين من عمرها . همست في أذنها هوف أن تسمعنا المستحمّات من النساء "
سيفرح عمّي البغدادي عندما يراك على هذا القدر من الجمال يا عمّتي" ابتسمت اوّلا ثم بعد برهة من الزّمن تداركت
الأمر فصفعتني و قالت : ألا تستحين يا فتاة ، من لقنك هذا الكلام ؟ بقيت آثار أصابعها على خدّي، لكنني لم أغضب
منها ، كان يجب عليها أن تصفعني لوقاحتي و جرأتي ، بقيتُ صامتة و لم أنبس بكلمة ،
استادرت عمّي و
قبّلتني عن الخدّ المصفوع و قالت : اعذريني يا بنت أخي ، غضبت منك ، يجب أن تحترمي
فارق العمر بيني و بينك، فقط أريد أن أقول لك أنّ عمّك البغدادي لم ينم في فراشه
منذ شهور، بالضبط منذ أن ذهب الى الحجّ و عاد ، فارق الفراش . كنت اودّ أن أسألها
عن السّبب لكني خفت أن تغضب ثانية . ضعْ يدك على أسفل بطني ،أيُعْقلُ أن يكون هذا
البطن قـفر أين ذهبت فراسة عمّتي و كيف لم تنتبه الى أنّني امرأة عاقر و هي التي
أنجبت ما شاء الله من البنين و البنات... اخفضْ يدكَ لا تلمسْ إلاّ بطني و دائرة
صرّتي، هل ترى فيّ عيبا ؟ طبعا سترى هذا و تصمت ، أنت لا تبحث هذه اللّيلة إلاّ
على إرضائي ، سأحرّم نومي معك فأنت رجل لا يصلح أن ينام مع امرأة بيضاء البشرة...
لماذا رفضت الرّقص ليلتها ؟ أكنت حقّا لا تجيد الرّقص؟ لماذا يوم أتيتك لم ترفع
عينك في وجهي ؟ كنتَ تخافها ام تخافني ؟ ظهرت زميلتك بعد سمعت وقع حذائي الصّيفي
على البلاط ، مشْية نسائية موزونة .. طقْ طقْ طقْ ، حملقتْ فيّ طويلا ، ثم سرقت
النّظر، و ظهرت غيرتها، لاحظت هذا على وجهها عندما عكست مرآة الرّواق سحنتها، كنتُ
و لا زلت أجمل منها و أطول قامة رغم أنّني أفوقها في السنّ و مطلّقة و عاقر ..
الزواج لا يُذْهبُ جمال المرأة ، فقط العقم أذبلني و الشّمس الحارقة أكلت من جسدي
الأبيض الرّقيق.. ارفعْ يدك الآن و لا تعد للمْس بطني ، أنا التّي أمنع و أسمح لا أنت
... ستبات يتيما في فراشك لليلة الثالثة .. أنا امرأة لا تغفر و لا تنسى ...
الحلاّج ....
فقرة
من سلسلة " ثلج الكاف الدّافئ "
مرحبا بيك من جديد في فضاء باب بحر
ردحذفشكرا صديقي دوفيتش الرائع ...
حذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف