الاثنين، 12 مايو 2014

ثلج الكاف الدّافئ



ماذا دهاني لأنقر على كتفك تلك الليلة ؟ أنا التّي بدأت و أنا التي أساءت التّقدير، قد تكون ثقة عمياء في النّـفس ، في شعري المتهدّل ليلتها على كتفيّ كأنّه اللّيل ، في بياضي، كأيّ امرأة عاقر لا تصلح للإنجاب
و لا تصلح للحبّ ، الانجاب؟ أعرف أنّك لا تعرف وجع امرأة عاقر ، هات يدك ، قلت هاااات يدك ، لا تخفْ لن أعضّها لم أعضض يد محبّ صادق امتدت لي أبدا، كنت اتمنّى لو فعلتها يوم زرتك في مكتبك،  ضعْ يدك على بطني ، ضعْ يدك لا تخفْ قبل أن تنتبه " أمّ الزّين" ، مالك مرتبك ؟ و الله لن أبات ليلتي معك حتّى لو انطبقت السّماء ، أقسمت على هذا منذ زمن، بعد أيّام من زيارتي لك ، لن أشارك رجلا فراشا يراني فيه عاقرا، ضعْ يدك على بطني ، رأيتْ ..؟   أأحست بعقمي ؟ أيعقل أن يكون بطني قـفرا و خرابا و أن يصير رحمي جدبا و ارض بور ؟ المسْ صرّتي ..هههه . عمّتي قالت في يوما مّا و أنا بنت الثمانية عشرة ربيعا و قد كنت اشاركها الاستحمام في حمّام " بن عنين "  قالت أنّني سأكون ولود ، يال الحظّ التّعس... سألتها: كيف عرفتي هذا يا عمّتي ؟ قالت انّ دائرة صرّتك كبيرة و منغرسة في جوفك و هذا دليل على أنّ بنت أخي ستكون ولاّدة و أمّا للبنين و البنات ... فرحتُ يومها و قبّلت عمّتي و أقسمت على أحمل سطل الماء وحدي و فركت جسدها بمحكّة نباتيّة جديدة  حتى احمرّت كحبّة الطماطم ثمّ مشطت شعرها الطويل برفق حتى لا اتسبّب لها في ألم ثمّ جففت جسدها و ناولتها قنينة الكحل و سلكا من السّواك فتزيّنت كأنّها عروسة و ظهرت قسمات جمالها الأخّاذ رغم أنّها في الخمسين من عمرها . همست في أذنها هوف أن تسمعنا المستحمّات من النساء " سيفرح عمّي البغدادي عندما يراك على هذا القدر من الجمال يا عمّتي"  ابتسمت اوّلا ثم بعد برهة من الزّمن تداركت الأمر فصفعتني و قالت : ألا تستحين يا فتاة ، من لقنك هذا الكلام ؟  بقيت آثار أصابعها على خدّي، لكنني لم أغضب منها ، كان يجب عليها أن تصفعني لوقاحتي و جرأتي ، بقيتُ صامتة و لم أنبس بكلمة ، استادرت عمّي    و قبّلتني عن الخدّ المصفوع و قالت : اعذريني يا بنت أخي ، غضبت منك ، يجب أن تحترمي فارق العمر بيني و بينك، فقط أريد أن أقول لك أنّ عمّك البغدادي لم ينم في فراشه منذ شهور، بالضبط منذ أن ذهب الى الحجّ و عاد ، فارق الفراش . كنت اودّ أن أسألها عن السّبب لكني خفت أن تغضب ثانية . ضعْ يدك على أسفل بطني ،أيُعْقلُ أن يكون هذا البطن قـفر أين ذهبت فراسة عمّتي و كيف لم تنتبه الى أنّني امرأة عاقر و هي التي أنجبت ما شاء الله من البنين و البنات... اخفضْ يدكَ لا تلمسْ إلاّ بطني و دائرة صرّتي، هل ترى فيّ عيبا ؟ طبعا سترى هذا و تصمت ، أنت لا تبحث هذه اللّيلة إلاّ على إرضائي ، سأحرّم نومي معك فأنت رجل لا يصلح أن ينام مع امرأة بيضاء البشرة... لماذا رفضت الرّقص ليلتها ؟ أكنت حقّا لا تجيد الرّقص؟ لماذا يوم أتيتك لم ترفع عينك في وجهي ؟ كنتَ تخافها ام تخافني ؟ ظهرت زميلتك بعد سمعت وقع حذائي الصّيفي على البلاط ، مشْية نسائية موزونة .. طقْ طقْ طقْ ، حملقتْ فيّ طويلا ، ثم سرقت النّظر، و ظهرت غيرتها، لاحظت هذا على وجهها عندما عكست مرآة الرّواق سحنتها، كنتُ و لا زلت أجمل منها و أطول قامة رغم أنّني أفوقها في السنّ و مطلّقة و عاقر .. الزواج لا يُذْهبُ جمال المرأة ، فقط العقم أذبلني و الشّمس الحارقة أكلت من جسدي الأبيض الرّقيق.. ارفعْ يدك الآن و لا تعد للمْس بطني ، أنا التّي أمنع و أسمح لا أنت ... ستبات يتيما في فراشك لليلة الثالثة .. أنا امرأة لا تغفر و لا تنسى ...

الحلاّج ....
فقرة من سلسلة " ثلج الكاف الدّافئ "

هناك 3 تعليقات: