الاثنين، 26 مايو 2014

زرقة بحر ... و موعد .

زرقة بحر ... و موعد


أفــكّر في الشئ وضدّه ، تارة أنا المطرقة و تارة أخرى أنا السّندان إمّا أن أضْرٍبَ أو أُضْرَبَ، لا يوجد الّا هذا الفراغ الرّهيب بينهما فلا تفكّري فيما أفكّر، أنت عاشقة اللاّشيء و ماسكة الغيم، ستلهيك أشياء لا معنى لها ، كأن غشّك بائع السّمك و باعك حوتا عديم أو كأنّ الوردة التي أهديتك إيّاها لم تصمد إلاّ يوما واحدا و أنتهت للذبول في الغد، ستلهيك نكهة قهوة نصف باردة و علبة السجائر التي ستنفذ بعد حين، سيلهيك عبث الصبيان في الشّارع المقابل و جارة تسألك عن ثمن فستانك وعن من هيأت صبيغ شعرك ، ستجدين راحتك في هذا العبث و سأفكّر في الشيء و ضدّه.. هل عليّ أن أحبّ أم عليّ أن أكره ،هل عليّ أن أغادر المسرحيّة او أظل أتـــابع وحدي الفصل الأخير ؟ دعيكي من السجائر الآن و انظري في عينيْ، أتريْنَ أثرأ للوجع ؟ قالوا لي أنّك ذبلت و ذبلت معك مقلة العين و لم تعد تصلح لطيّ الطريق ، قالوا لي أيضا أنّني مسيء في اختيار لون الورد و مساحات العشق التي كان يجب أن أستولي عليها من الأوّل ، من أوّل قصّة عرفتها و أنا شابّ يافع لي  ما شئتُ من الاختيار ، قالوا لي أيضا أن الوفاء في الحبّ سمة سمة الأغبياء و قالوا لي كلاما جارحا يمنعني الخجل عن ذكره... هل كنت بحقّ هكذا ؟ أصدقيني القول و سأهبك وردة لا تذبل هذه المرّة و حبّا بلاستيكيا يتمطّط كبضاعة صينيّة مقلّدة... فهمتي لماذا أفكّر في الشّيء و ضدّه ؟ أنا بين النّقاء و الصّفاء و الطّيب و بين التهتّك و القذارة و النّجاسة.. كم هو مرّ أن أكون هكذا دونما  سبب مقـنع سوى أنّني متعب بخيبتي و بنحيب الحمام ... قالوا لي أنّك رجل مُتْعٍبُُ و أنّني قد أُتْعِبُ من معي ..

فقـرة من " زرقة بحر .. و موعد " 
الحلاّج .
ماي / آيار 2014 (تونس) ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق