الخميس، 14 أكتوبر 2021

طريق الحفاة والوحل..

 

 

طريق الحفاة والوحل..

بمناسبة اليوم العالمي للمرّبي كتبت منذ سنتين لتلميذ(ة) يشبهني وقد يكون أنا منذ سنين خلت..

سيشتري لي "بَابا"..

ميدعةً.. واقلاما

وممحاة.. ومحفظة

لكي أذهبْ

الى "المَكْتَبْ".

***

ستَفرَحُ "يَمّــه" باكيـة

وضارعة الى الله

وتُجْلسني "بـقَـصْعَـتـنـا"

وتغسلُني وتَدْلكني

كطنجرة ..

كـزير الـزّيت

كالمَحْـلـبْ.

***

غضبا أنثرُ أزراري

فَتَجْمعُها وتَرْتقها

وتُجبِرُني على الأكل

لأنّني طِفلها المُتْعِبْ

***

سيعلمُ الجَمْعُ

بأنّني لا أحفظ القرآن

ولا أناشيد الفراشات

ولا أعرف السّطر

ولا أكتبْ.

***

سيأمرُني وانضبطُ

وأطْرَقُ "بمعارفهم"

كما المِسمارُ

على المَصْطَبْ

***

ستشغلني أقاصيص

وألوان وأشكال

واضحك دونما سببٍ

من الغراب

والثّعلبْ..

***

"شعاطيط بعاطيط "1

وذيل القرد والنّجّار

وأقراص ملوّنة

واعواد لكي أحسبْ..

***

أدسّ بمحفظتي جَرْدَقَةً

بزبدتها وسُكّرها

وظُهرا شَرِهًا آكُلُها

لكَسْرِ الجُوع الى المَغربْ

***

ستُرعبني عصا "سِيدِي"

وغزلا تُدعى "مسعّودة"..

ويسجنني بأقسامٍ..

فَـلا بُـدَّ.. ولا مَهْـرَبْ..

***

 

سأحفظ السّورة الأقصَرْ

لعلّها سورة الكوثرْ..

واتلوها بلا خطإ

لكي أنجو ولا أُضْرَبْ..

***

ساشقُّ الوادَ مُنتصرا

على الثّلج على البرد

على ظهر رُكُوبتنا

حمارنا الجامح

" الأشْهَبْ" ...

1) شعاطيط بعاطيط:أول قصّة أطفال قرأتها.

الحلّاج الكافي (م.ق)

السّرس في 5 اكتوبر/تشرين 2019.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق