انا الرّجل الذي لم تنتظريه ، أتى وحيدا كطائر فارق سربه ذات يوم، يحمل معه حقيبة ملؤها قصص قديمة، و وجع خنجر غامد في خصره ، لا يلتفت الى الوراء أبدا، يتذكّر الأسماء لماما في وحشته و يستحضر وجه امرأة عشقها ذات جنون عندما كان لا يفهمُ في لجّ البحار و من حين لآخر يستكين لكأسه في خلوة صوفية حلاّجية متى عنّ له ذلك، يكره المشاعر المعمليّة ، و قصص الحبّ المعلّبة و المعروضة في مساحات تجاريّة كبرى في مُدن الطّاعون و النّفاق و يكره العشق المحدّد صلوحيته مسبّقا بختم حكوميّ باتّ. أنا الرّجل الذي دعاك لحفلة عشاء على ربوة النسيان تحت ظلّ شجر الفرنان ، عشاء بسيط، خبز وماء و حبات تمر و كأس حليب و تفاحة مشطورة للسحور، أنا الرجل الذي سوف يمسكك من أصابعك و يصيح في النّاس معلنا أنّك أنت الرّفيق الأخير ....
الحلاّج.
من "رسائل الحلاّج الأخيرة"
الحلاّج أكتوبر / تشرين 2013
** الصورة : المعْلم بغار الدّ،ماء الشّمال الغربي تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق