الأحد، 10 أكتوبر 2021

من رسائل الحلّاج الاخيرة أيضا ..

 

انا الرّجل الذي لم تنتظريه ، أتى وحيدا كطائر فارق سربه ذات يوم، يحمل معه حقيبة ملؤها قصص قديمة، و وجع خنجر غامد في خصره ، لا يلتفت الى الوراء أبدا، يتذكّر الأسماء لماما في وحشته و يستحضر وجه امرأة عشقها ذات جنون عندما كان لا يفهمُ في لجّ البحار و من حين لآخر يستكين لكأسه  في خلوة صوفية حلاّجية متى عنّ له ذلك، يكره المشاعر المعمليّة ، و قصص الحبّ المعلّبة و المعروضة في مساحات تجاريّة كبرى في مُدن الطّاعون و النّفاق و يكره العشق المحدّد صلوحيته مسبّقا بختم حكوميّ  باتّ. أنا الرّجل الذي دعاك لحفلة عشاء على ربوة النسيان  تحت ظلّ شجر الفرنان ، عشاء بسيط، خبز وماء و حبات تمر و كأس حليب  و تفاحة مشطورة للسحور،  أنا الرجل الذي سوف يمسكك من  أصابعك و يصيح في النّاس معلنا أنّك أنت الرّفيق الأخير .... 

الحلاّج.

من "رسائل الحلاّج الأخيرة"

 الحلاّج أكتوبر / تشرين 2013

** الصورة : المعْلم بغار الدّ،ماء الشّمال الغربي تونس


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق