الاثنين، 30 أغسطس 2021

سلسلة ثلج الكاف الدافئ ..


ثلج الكاف الدّافىء
************
لم يبق الكثير من الوقت او قولي الكثير من ليالي الدّفء معك لم أدر أنّني سأحبّك الى هذا الحدّ من الجنون و الهوس ، كما لا أدري هل أنا سعيد أم حزين هذه الليلة ؟ كيف تتركينني بعد هذا يا لعينة، أودّ أن أعضك من زندك عضّة تترك أثرا لا يُمحى ، تعاليْ يا غبيّة، تعاليْ نرقص رقصة " زوربا" و تشرب كأسا من " الويسكي" و نشمّ ياسمين تونس و نأكل ما شئنا من التّين الشوكي و نلعن الوقت الكلب الذي لم يمهلنا لنعرف الكثير عن رقضة " الصّلْصا" لنرقصها و لندخّن القنب الهندي تماما كالغجر او كهنود حمر ستفتقدين يوما هذا و ستبكين كما تبكي ارملة موجوعة و مكمودة ، تعالي ، احتاجك هذه اللّيلة كافرة خليعة لا تأمنين بالحظّ و لا بالمكتوب و لا تعترفين بالأنبياء الذين حجزوا تذكرة طهرك و علّقوها تميمة تحت صرّتك ، تعاليْ عارية كآلهة اعريقية مزهوّة بفرابين العذارى و دماء الفرسان و أنين العبيد، تعاليّ ، الليل في الكاف رديء و بعض النّساء فيه أخوات البوم لا يحسنّ الغزل و ينكرن عليّ ولعي بخليع غنائي، تعاليّ ، لست مخمورا لتندهشي لحديثي فقد كرهت القيود و الأديان و الطقوس و الحرام و تعاويذ "أم الزين" و ما تعلمته في المدارس و وصايا أمّي . تعالي عارية تماما كما ولدتك "أمّ الزينّ " أنت هكذا طاهرة و نقيّة لا تشبهك الليلة أيّ امرأة كانت ممّن عرفت ، لا تبقيْ مشدوهة ، أعلم أنك لا تجيدين رقصة "زوربا" ، أنا أيضا كنت لا أجيدها و خفت أن أشوّهها كما شوّهوا سيرتك ذات ليلة و انا مخمور ... تعلمين ؟ لعنتهم جميعا و كسرت كأسي و صببت ما بقي من خمري في المرحاض ثمّ رجعت لبيتي و أغلقت نوافذه و شغّلت قاريء الاشرطة بأعلى صوت ممكن و رقصت وحيدا دون خوف من أن يراني أيّ أحد و أنا في هيستيريا الرّقص ، للّه،، أجدت الرّقصة كما لم أكن انتظر و ضحكت و لعنت ثانية جلاّسي في غيبتهم.
تعالي هكذا عارية كقرص القمر و مدّي يدك ، سأعلمك رقصة "زوربا " دون أن تتفطّن "أمّ الزّين" فهذه أخر الرقصات التي سوف تتعلّمينها ...
_________________
الحـــلاّج ...

مقتطف من سلسلتي : برد الكاف الدّافىء . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق