الثلاثاء، 17 أغسطس 2021

اعتراف العتبات ... (نصّ قديم )

 

اعتراف العتبات ... (نصّ قديم )
************
سأعترف اللّيلة و أنا على عَتَبَات نهديْكِ أنّني لستُ بالعاشقِ الجيّد السُّمْعََةِ، أنا عاشق وكفى ، سأعترف كذلك أنّني لمّا رأيتك لم يدر بخلدي أنّ أراودك عن قصّة عشقٍ جديدة ، لم أكن على علم أو دراية أنّني سوف أحبّك في يوم مّا رغم فراستي الصّادقة و حدسي الذي لم يخيّبني و لا أتذكّر أنه خانني في رجائي، سأعترف أنّني كذلك رجل يعشق عادة و يخذله كبريائه و صلفه في العديد من المرّات فلا يعترف و لا يبوح و يسكت و يمرّ على قصّة عشقه كسحابة صيفٍ تظلّل المكان لوقت مّا ، تنعش المتظلّل و تمشي و لا تترك إلاّ بعض القطرات من المطر التي تجفّ قبل أن تصل الى الأرض، سأعترف أنّني كذلك أحببتك دون أن أستشيرك و هذه أوّل مرة أحببت امرأة دون أن انتظر ردّها و أشدّدّ مرّة أخرى أنّه لا يهمّني ردّك و لا يهمّني إن كنت أحببتني أم جاريتني في مشاعري قصد سبْر أغواري و نكاية في الرّجال الغادرين و اعلانا لانتصار كاذب على رجل مغرور يحبّ متى عَنَّ له و يُغادر في ساعات مبكرة أحيانا ... سأعترف أنّني أحببت قبلك بعض النساء اللّواتي كنّ ضريرات و لم ينتبهن الى أنّني أسوأ عاشق عرِفْنَهُ فقد كنت لا أتذكّرهنّ إلاّ لماما في حالات السّكر المُطبق أو عندما احتاج الى دفء و حضن امرأة في ليالي مدينة الكاف الباردة ، نعم ، أنا أسوأ العُشّاق إطلاقا يا مولاتي ، لا أعرف كيف أحبّ و من أين أبدأ قِصص العِشق الجميلة و لا حتى قرأت كتابا واحدا عن العشق و حبّ النساء ، فقط بعض خرافات أمّي عن رجل أحب و مات قبل الزواج ، و أغنية لوالدي تقول أن الرّجال لهم الحقّ في أن يموتوا طعنا و رميا بالرّصاص في حالات العشق الكُبرى ، نعم أنا لا أعرف كيف أنهي قصص الحبّ ، أحسُّ في بعض الأحيان أنّني جبان أو أن لي عنجهيّة لأثبت أنّني أقوى من قلبي، يتهيّأ لي في لحظات العشق الشّامل أنّني أعرف كل شيء أو أنّني ملك او غازي و محتلّ و قاتل و دمويّ و ليّن و ودُُود و أنّك لي وحدي و جزء من مُمتلكاتي على قــــلّتها و وسادتي حتّى ، و أنّك جارية في بلاطي اسومها عذاب التّجاهل ثمّ اعفو عنها و أعطيها مفاتيح البلاط و أجعلها الاميرة و الآمرة و النّاهية ...
أعترف الآن فقط أنّني لم أكذب عندما صارحتك أنّني أحببْتُكِ بشكل لم يسبق له مثيل و أنني خططت نبضات قلبي و قرّرت الدخول في هذه المغامرة كأنّها آخر معاركي التي لا يجب أن أخسرها، أتعلمين مولاتي ما معنى أن تخوض آخر معاركك ؟ أو أتفقهين مرارة هزيمة آخر المعارك ؟ أظنّ لا ، أنت تبتسمين و أنا أعترف أمامك ، صبرا ، لم تنتصري بعد ... هي جولة في معركة أخيرة ...
سأعترف اللّيلة مولاتي أنّني أجد ُصعوبة كبيرة و قاسية في أظلّ رجلا شريفا ، فلقد فقدت كل طاقتي و جهدي في أن أظلّ كذلك و قد علمت متأخّرا أنّه و في هذا الزمن ، يسهل أن تكون مرابيا و أفّاقا و خائنا و غدّارا من تكون رجلا شريفا . سأعترف بكل مكامن ضعفي و خيبتي و احتمالات الخيانة فيّ ، فأنا رجل لا أصلح كثيرا للحبّ و ان صلحتُ فلساعاتٍ فقط ، فلا أنا أروم المكان و لا أنا بتاركه، أ سْتحي من حماقاتي أحيانا و لا أظنّني بتائب عنها خاصة و أنا في ريعٍ من العشق و طائر في بواسق السّحاب و الحلم .... نعم ، لا زلت أحلم كطفل صغير ، لا تضحكي فلو كبرت لأقلعت عن الجنون و العشق و الخمر ... لا تضحكي .
سأعترف أنني لا أصلح إلاّ أن أكون مارقا و مهدور الدّم و مراقبا من عسسك و عنقى على حدّ خنجرك و سجينا وراء بابك المسكوك لأنّ عاداتي السّابقة تغويني و لا أجد منها بُـــدّا و فراستي تقول أنّني سأعيدها في لحظة طيْش أو غرور أو خبل أو تناسي فأنا رجل لا يصلح للحبّ و يحتفظ بخطط و مجسّمات الهروب و رصيدا محترما من الجُبْنِ ...
سأعترف كم كنت جبانا مع من سبقنَكِ حين كتمت كل هذا و كيف منعني كبريائي و رفضي للتّـوبة من أن أحدثهُنّ بما أخْفي ... اوووف ... لا يهمّني أن كنت تُحبينني ام لا ...فلم يعد هذا مُهِمّا بالنّسبة لي فقط أصبحت أخاف ردّتي و أن أصير رجلا غير شريف ...
-----------------------------------------------------------
الحلاّج. ( المهدي القاطري ) ..
" من رسائل الحلاّج الأخيرة ..."
ديسمبر كانون الأول 2013.
Aucune description de photo disponible.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق