بـعْــــدَكِ..
*********
بعدك، وقفت بمحطّات كثيرة و رأيت القطارات تمرّ بصفير تعوّدته و لم يعد يرهقني، بعدك، أكملت نصّ القصيدة و شربت حتى الثمالة و نسيت لون عينيك و ارسلت رسالة لا تليق بك و انبسطت لأنني قلت ما اريد و لانّني أيضا اغضتك ، بعدك ، تذكرت " امّ الزّين" في ثلج الكاف ، تذكرت قولتها" الوحْشَة و لا القُرب المُؤذي" ..
بعدك علمت أنني لا اكرهك بل احبّك و أن عضبي كان مردّه أنّك لم تستشيريني في اختيار لون صباغ شعرك فقد كان نشاز لونـه و لون الحاجب مرهـقا لي ،بعدك، عثرت على صورة امراة عيناها تشبه عينيك و شكل حاجبها و بعض جبينها يشبهك ، خفق قلبي و تجاهلتها و هربت، لم تفارقني لحاظ عينها،، كانت سهما أو جمرا أو ما يؤرّقني، رجعت لها و بحثت عنها في ادراج ذاكرتي، في مفرق شرياني في هذياني الليلي، وجدتها تتدفّأ على مجمار شوق و تختزل نـصّا في ذاكرتها لا أدريـه و لم أقـرأه، هي تهذي ليلا مثلي و تشيـح عنّي بوجهها كلما دخلت أغوار عينيها السّاحرتين، أنا الأن لا أملك منها الا صوتا بعيدا لا اسمعه جيدا و طوقا بنيته من القطن حول معصمها ، لا تحزني هي لا تشبهك في كل شيء إلاّ فيما ذكرت، تركت خانتها و خانتك كلّ على حدة حتّى لا يختلط عبق الورد و يشذّ العبير ، بعدك، فاح عطر يشبه عطرك فانساني بعض تجاعيد الزمن التي لمحتها على وجهك في يوم كافيّ حارّ لم ارتبك فيه كما ارتبكت، من علّمك هذا في غيابي ؟ بعدك، سار القطار على مهل و لم بنتظرني و واصلت طريقي سيرا على الاقدام ، كان الطريق وعرا و قاسيا لكنني كنت ابتسم فقد ساعدني في عيابك النّبيذ و ما كتبت من القصائد و بعض قصص الحبّ التي حدثت، لا تغضبي، كان يجب أن أجبّ كي لا يرهقني الطريق و كي أغلق شبابيك اليأس الكثيرة ، لا تنسي، في عيابي اغلقي شبّاكك ايضا و احتملي تجاعيد وجهك فلي ايضا بعض تجاعيدي. بعدك، شربت الكثير من " الكونياك" مع قهوتي الصباحيّة نكاية في ثلج الكاف و أحببت امرأة تشبهك ...
******************
الحلاّج ....
من " رسائل الحلاّج الاخيرة "
صيف 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق