الجمعة، 17 سبتمبر 2021

كبوة ..

 


قالت: لا تركبْ جوادا منهكا و غير أصيل فأن بعض الكبوات مميتة و إنّ الفارس إذا وقع لا يأمن على نفسه من مكْر عدوّ و من غدر صديق أو حتّى من سلاحه فقد ينقلب عليه فينزل على الزناد و يصوّب في الاتجاه الخاطئ وكم قتلت الرّمية الرّامي ...
قلت: و من أين لي بجواد في زمن قلّت فيه الجياد الأصيلة ، أليس هذا زمن الحمير و عصر الكبوات و الدّم الرّخيص ؟ سأترجّل يا حبيبتي و سأكابد طول المسافات و الطريق الوعر فليس هذا هو الزّمن المناسب لركوب الخيل.
قالت: لا تذهب يوم الامتحان بقلم واحد فقد يجفّ و أنت لم تكمل النصّ و لم تُسْرِجْ القصيدة فيُقَالُ عنك أنّك بعْتَ أو خُنْتَ أو جَبُنْتَ أو فقدتَ الذّاكرة و يشمت فيك سَقْطُ القوم و يهتكون عرْضَك أمام العدوّ و الصّديق فتخيّر لك أقلاما كثيرة كما تَتَخَيّرُ النِّبال قبل أن تشقّ غابة الوحوش الضّارية فإنّ النّبل الجيّد إذا أحْسَنْتَ رميهُ يصيب قلب أعْتَى الوُحوش ...
قُلْتُ: أمّا القلم فهو لساني و ريقي هو الحبر و ذاكرتي قرطاس لا تفسخ حروفه السّنون فأذا جفّ ريقي و لم تنفع معه جرعة الماء البارد و كَفَّ لساني و خَبتَْ ذاكرتي و أصبحتُ جثّة هامدة و شمت شامتُُ و بكى من بكى ، فأن روحي ستسكن جبلا شاهقا صخريا كطير جارح فإذا أوْدعتْتْكِ ما أودعتُها فاحْفَظي عنها هذا قإنّ صدَى ما قلت سيصحب الوديعة و لا تبكي فإنّ بكاءك لا ينفعني بل يزيد من عطشي الى حدّ اللّهيب ...
-------------------------------------------------------------
الحلاّج ...
سبتمبر / أيلول 2014.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق